Home Page
+33° C

تعنون حضوري فيها بفقرة ( قصة نجاح)... وأرجو أن تكون تجربتي قد ارتقت إلى مستوى هذا العنوان واعتبارها قصة نجاح حقيقية.

إن الحديث عن أي قصة نجاح يهدف إلى إبراز نقاط القوة الإيجابية التي أدت إلى تحقيق النجاح، من أجل الاستفادة منها كدروس ومؤشرات يمكن الاستنارة بها لتحقيق الأفضل.

قصتي مختلفة عن قصص الآخرين .. فهي قصة بدأت بعد التقاعد ... وهنا .. أود الوقوف للحظات لأقول: إن من تمتلك مهنة كالتمريض وتعمل بها لمدة طويلة ثم تحال على التقاعد فلتعلم أن لحظة التقاعد هي المؤشر الحقيقي لوصولها إلى أعلى مستويات الكفاءة والاحتراف، وعندها إما أن تجعل هذه اللحظة نقطة انطلاق جديدة تحقق من خلالها الإنجازات وقصص النجاح ... وإما أن تجعلها النقطة التي يقف عندها الفاشلون.

قصتي مختلفة عن قصص الآخرين .. لأنها مستندة إلى القاعدة الصلبة والمتينة التي تحققت لي من خلال عملي كممرضة قانونية في الخدمات الطبية الملكية ولمدة ستة عشر عاماً... صُقلت فيها شخصيتي وجبلت على المبادئ التي رسمت لي خطوط قصة نجاحي... مبادئ رأسها مخافة الله في العمل والمعاملة، والإنسانية في الشعور والإحساس بقيمة الإنسان وكرامته التي حرص عليها ديننا الحنيف، والحس بالمسؤولية الملقاة على عاتقي، والانضباط العالي والدقة المتناهية المستمدة من قدسية المهنة وجلالها.

فبعد أن تقاعدت من الخدمات الطبية الملكية ... قررت اختيار مشروع فريد من نوعيه ومن صميم تخصصي في مجال التمريض ، وبعد التفكير الطويل ودراسة السوق وقطاع التمريض خطرت لي فكرة تأسيس مؤسسة تعني بالتمريض والرعاية المنزلية، لأنها تعنى بفئة من أبناء المجتمع الذين قد لا يرتقي الاهتمام بهم إلى مستوى الطموح، خصوصاً كبار السن...

قصتي مختلفة عن قصص الآخرين ... لأنها تطبيق لأهم ما تعلمته في حياتي، واستطيع هنا أن أحدد جازمة أن أول خطوات النجاح هي الاعتقاد والإيمان والثقة الإيجابية في القدرات التي أمتلكها، والمهارات التي أتقنها، فهي المعين الدافق الذي لا ينضب من الدافعية والطاقة الإيجابية التي أستمد منها قوتي وإصراري على العمل وتحقيق النجاح. وألخص أهم هذه القدرات والمهارات بما يلي:

أولاً : الحرص على تحديد ما وراء الأنا :

كلمة ( أنا ) لها قوة عالية إن تم إدراكها بالطرق السليمة سيكون لها بالغ الأثر على رسم النجاحات في حياتنا ومستقبلنا.

إليكم القاعدة السليمة لاستخدام كلمة ( أنا ) ... إن ما يتبع كلمة أنا سيبقى يتعقبك على الدوام ..

• عندما تنظر لنفسك في المرآة وتقول أنا عجوز ويظهر على وجهي الكبر ... حينها تأكد بأن تجاعيد الوجه سوف تبحث عنك حتى تجدك.

• عندما تقول أنا سمين (ناصح) ... فسوف تأتيك السعرات الحرارية من حيث لا تدري.

فكأنك تستدعي تجاعيد الوجه والنصاحة من خلال ما تقول بعد كلمة أنا.

أياً كان ما يتبع كلمة ( أنا ) فإنك تسلمه دعوة للحضور .. وكأنك تفتح له الباب على مصراعية وتعطيه أذناً بالدخول إلى حياتك.

لكن الخبر السار هو أنك تستطيع أن تختار وتحدد ما يتبع كلمة ( أنا ) .

• فعندما تقول : أنا في نعمة ... تأكد ... سوف تأتيك النعمة باحثة عنك.

• وعندما تقول : أنا موهوب ... تأكد ... سوف تأتي المواهب والنعم باحثة عنك.

• وعندما تقول : أنا صحتي جيدة ... تأكد ... ستصبح في صحة أفضل.

• وعندما تقول : أنا قوي .. تأكد ... بأنك ستصبح أكثر قوة.

فكأنك تستدعي النعمة والموهبة والصحة والقوة إلى حياتك.

لذلك يجب أن تكون حذراً فيما يتبع كلمة ( أنا ) من قول.

لا تقل أبداً أنا غير محظوظ ... لأنك بذلك تستدعي خيبة الأمل... ولا تقل أبداً أنا بحاجة ... لأنك بذلك تستدعي الفقر.

فإن ما تحدث به نفسك عبارة عن أوامر يصدرها عقلك الباطن فيبنفذها عقلك الظاهر فتنعكس إيجاباً أو سلباً على شخصيتك.

ثانياً ::: مهارة التفكير الإيجابي :

تعد مهارة التفكير الإيجابي من المهارات الضرورية للنجاح والتي يجب تعلمها والتدرب عليها، وخير وسيلة لذلك هي القراءة ومطالعة الكتب التحفيزية وقصص نجاح اشخاص ومؤسسات عالمية ومحلية والاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها... وقد تشعر في البداية أنك لا ترتقي إلى المستوى المطلوب ... لكن بقوة تفكيرك الإيجابي تستطيع أن تحقق الإنجازات التي تتفوق بها على نفسك وعلى الآخرين، فقط كن على ثقة مطلقة بالله، وثقة عالية بما تمتلك من قدرات ومهارات...

ثالثاً ::: حب التغيير والمغامرة المحسوبة :

لعل الحياة وحيتياتها متغيرة بشكل مستمر وسريع لذا أصبح لزاماً علينا مجاراة هذا التغيير وإلا فرض علينا، لذلك لا بد وأن نكون من صناع التغيير ولسنا من أتباعه، فالخوف من التغيير يجبرنا على الدخول في المجهول والمزيد من الكسل والخمول والتخاذل والرضا بالواقع كما هو، لكن صناعة التغيير تجبرنا على التعلم وزيادة جهودنا والانطلاق نحو توليد الأفكار الإيجابية وتحقيق النجاحات. والمغامرة المحسوبة والجرأة في اتخاذ القرارات وعدم الخوف من الفشل وعدم الشعور بالنقص

رابعاً ::: التحلي بالصفات القيادية والإدارية الناجحة:

 

هناك ثلاث صفات لابد من توفرها في القائد الإداري الناجح : الأولى صفة عقلية خالصة، والثانية صفة نفسية خالصة، والثالثة مزيج من العقل والنفس.... فلا يهم أن يولد الإنسان إداريا أو يكتسب الإدارة من التجربة، فما يعنينا هو النتيجة النهائية. ولا يهم أن يكون الإداري واسع الثقافة، ولا يهم أن يكون الإداري هادئ أو متوتر الأعصاب، أو سمِح الأخلاق أو شرسها، ثقيل الظل أو خفيف الدم، محبوبا أو مكروها، فكل هذه الصفات تهم الإنسان ولكنها لا تهم الكائن الإداري، لا يهم عندما يتعلق الأمر بالقيادة الإدارية سوى تلك الصفات الثلاث:

 

• الصفة الأولى ، العقلية : هي القدرة على معرفة القرار الصحيح. يبدو للوهلة الأولى أن هذا الشرط بديهي، إلا أنه عند التأمل ليس بالبديهي. كثير من الإداريين تغيم لديهم الرؤية، وتلتبس الأشياء، فتنعدم القدرة على تمييز القرار الصحيح من القرار الخاطئ. لابد هنا أن نتذكر أن الأمور في الأدارة وخارج الإدارة، نادرا ما تظهر باللون الأبيض أو باللون الأسود. في الإدارة كما في السياسة، كثيرا ما يكون القرار الصحيح هو الخيار الأقل سوءا بين خيارات سيئة كلها. البشر بفطرتهم السوية، يستطيعون التفرقة بين الخير والشر، إلا أن القرارات الإدارية لا تجيء مرتدية لباس الخير المطلق أو الشر المطلق . . .

• الصفة الثانية المطلوبة، النفسية، وهي القدرة على اتخاذ القرار الصحيح. ما أكثر القرارات التي يعرف صانع القرار الإداري أنها صحيحة، ولكنه يعجز عن اتخاذها خوفا من العواقب. إذا كانت الحكمة جوهر الصفة الأولى (الصفة العقلية)، فالشجاعة هي روح الصفة الثانية (الصفة النفسية)، لا يجهل أحد على سبيل المثال أن السخاء والشجاعة خصلتان حميدتان، ولا يجهل أحد كما قال المتنبي " أن الجود يُفقر والإقدام قتّال ". لا يخفى على أي وزير أن القرار الذي يخدم مصالح الأغلبية أفضل من القرار الذي يخدم مصالح الأقلية. ولكن معرفة القرار الصحيح لا تعني القدرة على اتخاذه. عباقرة المنظرين المثرثرين المفسرين يندر أن يكونوا قادة إداريين فعالين.

• الصفة الثالثة المطلوبة، وهي مزيج من الصفة العقلية والصفة النفسية، هي القدرة على تنفيذ القرار الصحيح. نستطيع أن نجد في كل وزارة بل في كل إدارة، مقبرة واسعة تضم القرارات الصحيحة التي اتخذت ولم تنفذ، الحكمة إذن، لا تكفي ولا الشجاعة، لابد من صفة ثالثة هي المهارة، إن أحكم الناس ليس بالضرورة أشجعهم، وأحكمهم وأشجعهم ليس بالضرورة أمهرهم. والمهارة المطلوبة لتنفيذ القرار الصحيح لا تتخذ شكلا واحدا، بل ألف شكل.

لعلنا نستطيع الآن أن نتبين أسباب الفشل الإداري:

 

الإداري الغبي، لا يستطيع معرفة القرار الصحيح.

 

الإداري غير الماهر، لا يستطيع تنفيذ القرار الصحيح.

 

قد يفشل الأستاذ الجامعي اللامع في الوزارة ؟ لأنه افتقر إلى الشجاعة.

 

قد يفشل الإداري الشجاع في الوزارة ؟ لأنه افتقر إلى الحكمة.

 

قد يفشل الرجل الفلته الذي جمع بين الشجاعة والحكمة ؟ لأنه لم يدرك أن القرارات لا تنفذ نفسها بنفسها.

 

فالقائد الإداري الناجح هو الذي يجمع بين الصفات الثلاث، فيعرف القرار الصحيح ويستطيع تنفيذه ويمتلك الجرأة على اتخاذه.

 

خامساً ::: التعلم والاستفادة من مدرسة الفشل : وللتعليق على هذه المهارة، فقط لنذكر قصة العالم (توماس أديسون) مخترع المصباح الكهربائي... فعندما وصل إلى التجربة رقم 1000 لاختراع المصباح الكهربائي وفشلت هذه التجربة قال:

لقد تعلمنا ألف طريقة لا توصلنا لاختراع مصباح كهربائي... فهذه هي النظرة السليمة لحقيقة التعلم من الفشل، وعليها فلنقيس..

واخيراً ... أتمنى أن تحمل هذه الإضاءآت عناوين لخطوط أدت إلى تحقيق قصة نجاح ... شاكرة ومقدرة للجميع حسن الاستماع ..

 

E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of Because I Care JO to add comments!

Join Because I Care JO

Sponsored

Ads

[+]

scriptsDiv