Home Page
+33° C

بيكوز اي كير _ كان لمولدها في رام الله بفلسطين  والبيئة المحيطة بها دور كبير في  حبّها للتراث، وبداية عشقها للتطريز لتصبح بعد ذلك مصممة وخبيرة للتراث الانساني .

استطاعت مي خوري ومن خلال معايشتها لبيئة الأجداد والعمّات وحتى الجارات التعلّق بالمطرزات كون النساء آنذاك ارتدين الثوب المطرّز، واستعملن كافة الأواني القديمة كطبق العجين والطناجر والأدوات النحاسية وصحون الخشب والرحى والفخار وغيرها الكثير.

كل هذا وأكثر عايشته مي خوري لتكبُر على عشق تلك الاشياء والفرح لرؤيتها وعلى الرغم من أن الظروف أجبرتها لترك رام الله والمجيء إلى عمان إلاّ أنها حملت في ذاكرتها كل ما له علاقة  بالتراث فهي تحمل بذلك الهوية الفلسطينية والحرف وتعمل على ابراز الهوية الوطنية.

تقول خوري "عندما فقدت زوجي أصبحت المعيل للأسرة وكان لا بد من أبحث عن مصدر رزق، عملت بدايةً  في العلاقات العامة مع جمعية الشابات المسيحية لمدة ثلاث سنوات بعدها عملت مديرة  لمركز تنمية الحرف اليدوية الأردنية، حيث كان المركز يعمل على بيع المنتوجات الحرفية".

وتضيف " بعد ذلك قمت بتأسيس جاليري بدر الدجى والذي لا زلت أعمل فيه منذ 20 سنة على احياء والمحافظة على تراثنا العربي وتطويره وترويجه محلياً وعالمياً بمفهوم إعادة التدوير نحو الافضل".

وتؤكد خوري على أن الإبداع يكمن عندما يمتلك الانسان رؤية ورسالة يؤمن بها، إضافة إلى   عين فنية وتشجيع الجهات المعنية سواء أكانت رسمية أم شعبية حتى نحافظ على تراث وهوية الأجداد والهوية العربية.

وحول بدايات الجاليري أشارت خوري إلى أنها اختارت التسمية العربية، حيث اعطيت الجاليري عنوان يحكي عن الجمال والأصالة والأشياء الجميلة، وكانت بداية العمل من الخامات واختيارها بطريقة تتناسب وأذواق الناس، والبداية كانت قوية لأن الانطباع الاول هو الاهم تبدأ بقوة تستمر بقوة وتغلبنا على المخاطر؛ فلا نجاح دون خوض المخاطر والمغامرة.

وتضيف خوري أن الجاليري " أصبح مرجعية للجامعات والطلاب فالعمل كان يعتمد على التفكير خارج الصندوق والابداع وانجاز كل ما هو جديد والابتعاد عن الأعمال التقليدية أو التكرار وهكذا كان حيث  قمت برعاية العديد من احتفالات الفنانين التشكيليين والنحاتين والمبدعين لإيماني في عملي".

وتؤكد على أنّها لا زالت مستمرة في العمل على الرغم من صعوبات التسويق والترويج وعدم تشجيع  الجهات لمعنية لهذا القطاع بما يكفي،  حيث يوفّر عملها حوالي 60 فرصة عمل من أثواب وحرف يدوية وحلي مع دمج الماضي بالحاضر والتطور التكنولوجي عبر ادخال تصاميم حديثة عليها لتناسب مع الجيل الحالي، فكل  قطعة تحكي قصة وكل قصة فيها الهوية الوطنية والتراث الجميل.

وحصلت خوري على جائزة اليونسكو عام 2002 لأحسن منتج عربي وذلك بعد حوالي ثلاث سنوات من بداية عملها في الجاليري، الأمر الذي دفعها للاستمرار والمشاركة سيما وأنها حصلت على الجائزة الثانية على مستوى العالم العربي، وتعتبر العضو العربي الوحيد في مجلس الحرف اليدوية العالمي، كما حازت مبتكراتها على جوائز ذهبية وفضية في أكثر من احتفالية وملتقى اقليمي، ونالت الجائزة الفضية لفئة الفنون والحرف اليدوية من مدينة كومو في شمال ايطاليا.

وقد عملت خوري كثيراً على تطوير هذه المهنة في الأردن ومساعدة من يعمل بها، فقامت بتدريب العديد ممن لديهم حب التراث من خلال عقدت العديد من الدورات التدريبية بمختلف مناطق المملكة.

وتقول" رسالتي يجب ان تبقى لأنها تعطي حياة وروح وانتماء ويجب علينا إبرازها بحيث تتماشى مع العصر الحديث مع المحافظة على الطابع التراثي".

وتشير إلى أن الخامات التي تستعملها في الحرف اليدوية هي غالباً ما تكون مستوردة،  والاستيراد يكلّف مبالغ كبيرة وهذه أبرز المعيقات التي تواجه العمل في الحرف اليدوية، كما أن الضرائب مرتفعة تحد من التوسع بهذه المهنة، لافتة إلى ضرورة وجود تسهيلات حكومية للعمل الحرفي واليدوي واعطاء اعفاءات والاهتمام بهذا القطاع من الجهات الرسمية حتى لا تنقرض هذه المهنة.

وطالبت خوري الجهات الرسمية دعم العمل الحرفي والتراثي عبر المؤسسات والدوائر الحكومية من خلال عمل قطع ونماذج كهدايا للدول الأخرى بحيث تحمل كل قطعة  مصنوعة بصمة أردنية.

 

E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of Because I Care JO to add comments!

Join Because I Care JO

Sponsored

Ads

[+]

scriptsDiv