Home Page
+33° C

 

بيكوز اي كير_ فاتن سلمان _ من رحم المعاناة والتحديات جاء الإبداع والتميز، حيث استطاعت الأردنية ساره أبو علي (24 عاماً) وهي من المكفوفين، من اختراع تطبيق الكتروني جديد يستطيع قراءة العملة النقدية لفئة المكفوفين

 

وتقول أبو علي "تحت مسمى (قارئ العملات للمكفوفين) تم تجهيز هذا التطبيق واطلاقه قبل حوالي أسبوع حيث يشمل ست دول في بداياته، وكانت النسخة التجريبية منه مجانية وباللغة العربية فقط"

 

وتضيف ل "لانني اهتم " بعد ذلك تمّ اطلاق التطبيق بتكلفة رمزية تتمثل بأربعة دنانير حيث تم تحديثه ليتضمن اللغة الإنجليزية إلى جانب العربية ، كما اصبح يدعم عشر عملات لعدد من الدول أهمها الدولار الكندي والأمريكي واليورو"

 

وحول طبيعة عمل التطبيق تقول أبو علي " طريقة عمله مهيأة للأشخاص المكفوفين ، والتطبيق متوفر على نظام  آبل واندرويد .. يجب على المستخدم فقط فتح هذا التطبيق  حيث يُطلب منه اختيار اللغة العربية أو الإنجليزية  وبعد ذلك يعمل فلاش الكاميرا ليتعرف على العملة كما أن التطبيق يعمل في الأماكن المظلمة إذ يتم فتح الفلاش بشكل  تلقائي"

 

وتشير إلى أبرز البلدان المدعومة بالتطبيق وهي الاردن والبحرين ومصر والكويت والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وكندا والولايات المتحدة الأمريكية حيث يتعرف التطبيق على عملة هذه البلدان

وتعود فكرة التطبيق إلى قبل سنتين حيث كانت تتبلور حول قراءة قوائم الطعام في المطاعم وبعد التحديات المادية حصلت أبو علي على منحة من المنظمة الفنلندية للإغاثة كما حصلت على تدريب في مجال ريادة الاعمال لمدة  ثلاثة أشهر.. حيث كانت الفكرة لا تزال تراودها باستمرار لعمل التطبيق

تقول أبو علي " اتفقت مع المبرمج محمود شعبان على ضرورة عمل هذا التطبيق وقد ساعدني في حصر الفكرة بما يتناسب مع القيمة المادية التي تم رصدها للمشروع... وبالفعل اتجهنا نحو تحويل هذا التطبيق كما هو عليه الآن وهو فعلياً أول تطبيق يستخدم في الأردن لقراءة العملات للمكفوفين"

وتشير أبو علي إلى أن التطبيق يوفر مردوداً مالياً نستطيع من خلاله تطوير التطبيق لاسيما وأنّ إجراء أي تحديث عليه يتطلب مبلغ أقلها يصل لحوالي 500 دينار لذلك كان لا بد من عمل التطبيق بمبلغ رمزي يتمثل بأربعة دنانير، على حد قولها

وتؤكد على أن الخطط المستقبلية للتطبيق تتمثل في إضافة كافة الدول العربية والأجنبية، والعمل على تحديثه كي يكون قادراً على قراءة بطاقات شحن الاتصالات وقراءة الألوان، لافتة إلى أملها في الحصول على منحة لتطوير التطبيق عبر العمل على  فكرة كاميرا الهاتف المحمول لتقرأ كل شيء للكفيف

كانت أبو علي أول شخص كفيف في المملكة يدرس تخصص انجليزي تطبيقي؛ وعلى الرغم من أن فترة دراستها  الجامعية لم تكن سهلة بالنسبة لها لعدم توفر كتب دراستها على نظام البريل إلاّ انها استطاعت التخرج بتقدير جيد جداً في عام 2016 من الجامعة الأردنية

وحول ذلك تقول أبو علي " حصلت على تشجيع أهلي لإكمال دراستي الجامعية وتخرجت خلال أربع سنوات ، ولأن كتب هذا التخصص على نظام بريل  لم تكن متوفرة في الجامعة كغيرها من الكتب كنت اقوم بعمل صورة ضوئية للكتاب والعمل على تحويله على برنامج الوورد  ومن ثم طباعته على نظام بريل لذا نوعا ما كانت حياتي الجامعية مأساة إلاّ أنني ومن خلال الإصرار والطموح تغلبت على الكثير من التحديات التي واجهتني"

دخلت أبو علي وبعد تخرجها من الجامعة ضمن برنامج مع الـ USAID  

والذي يهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مؤسسات المجتمع المدني وبعد تدريبها لمدة خمسة أشهر في مؤسسة عبد الحميد شومان اتجهت  أبو علي للعمل التطوعي حيث أسّست مبادرة بعنوان (لغتنا غير)، وحول فكرة المبادرة تقول " الفكرة منها كانت ثلاثة اقسام؛ الأول تعليم الأطفال المكفوفين طريقة بريل والقسم الثاني تعليم الأشخاص الناطقين لغة الإشارة أما القسم الثالث فكان يتمثل في  تعليم الصم القراءة والكتابة"

وتضيف "هدفنا من المبادرة كان بدمج الأشخاص الصم مع الناطقين أي الأشخاص الصم يستقلون بذاتهم نعلم الأشخاص الناطقين لغة الإشارة والمبادرة الان مستمرة وتضم سبعة متطوعين"

وتشير هنا أبو علي إلى أبرز التحديات الي يواجهها المكفوفين ألا وهي فكرة التهيئة البيئية والترتيبات التيسيرية أي تهيئة الطريق للشخص الكفيف كعمل أحد جوانب الطريق له للسير فيه  بحرية وأيضا هناك  تحدي آخر يتمثل في الأشياء المكتوبة على المحلات

تطمح أبو علي في اكمال الدراسات العليا بتخصص اجتماعي والعمل ضمن منظمة مجتمعية لحبها للعمل التطوعي والمجتمعي، وتعتبر هي الصغرى في عائلتها والكفيفة  الوحيدة في المنزل.

وتقول " درست بمدرسة مكفوفين للصف السادس بعدها حصلت على منحة تفوق من سمو الاميرة بسمة لتكملة الدراسة في مدارس الاتحاد وقد تأثرت نفسياً آنذاك إذ كنت اتعامل بكل سهولة مع الطلاب إلاّ أن نظرة الخوف  كانت موجودة لدى الطلبة مني وكنت نفسيا اتعب من ذلك"

وتضيف "حظيت بدعم والدتي  في هذه المرحلة وعدت إلى مدارس المكفوفين وعند مرحلة التوجيهي توفيت والدتي وعلى الرغم من العائق النفسي تمكنت من الحصول على معدل 90 في التوجيهي"

E-mail me when people leave their comments –

You need to be a member of Because I Care JO to add comments!

Join Because I Care JO

Sponsored

Ads

[+]

scriptsDiv